كلب مولاتي.. قصة عن الحياة في منطقة مهجورة

كلب مولاتي.. قصة عن الحياة في منطقة مهجورة


 آسف على التأخير، كان عندي ظروف. المهم بعد ما لمست رجليّ جدتي مها وألبستني الكلوت الفتلة قالت لي: "أنت كلبي من اليوم، وأي حاجة تشوفها تتعمل لأمك، تسكت خالص". قلت لها: "كلب مولاتي".

مها.. والدة الكلب المولود

شرح المنطقة: كنا عايشين في وضع اجتماعي جيد، ناس مترفهين يعني. بعد تدهور الحالة المادية، انتقلنا لحارة شعبية. المهم، ستات الحارة دائمًا يلبسن عبايات سوداء ضيقة من الخلف ومفتوحة من الرجلين من الجوانب. ولما بيقعدوا قعدة نسوان في الشارع، لسانهم بذيء ويشتموا ويشخروا، وكلهم بيحبوا يتمايعوا ويتدلّعوا في الشارع.

الرجالة يشربون خمرة، ونسوان يرجعن من شغلهن على أكساس مراتاتهن، يشربون خمرة. أغلبية شغلهم في القهوة وفي الزراعة وفي محلات الجزارة.

 قصة كلب مولود في منطقة الفقر

البنات، مش هطول، البنات مش بيروحن مدارس، مش متعلمات. وكمان عايشين في بيئة قذرة زي دي بتفرجوا وطول الوقت أغاني ورقص، عاوزهم يطلعوا إيه؟ دكاترة مهم زي أمهاتهم، بس للأمان، مزز صواريخ.

الشباب بردو، مفيش تعليم. كل واحد مع أبوه، ولسانهم بذيء. وعادي تلاقي بنت معدية تلاقي واحد يعاكسها ويطلع زبه في الشارع عادي.

وفي منطقة اسمها تجمع الفران، منطقة مهجورة، هنجيلها قدام، المهم.

أنا مكنتش بشتغل.

أمي مش بتشتغل.

أبو أمي انتقل من زمان وكان عايش هنا، وبعد مماته، إحنا عايشين على المعاش وكمان شقته، إحنا قاعدين فيها. المهم، أمي متدينة جدًا، مش بتسيب فرض، بس كانت طيزها وهي بتتحرك بتخليني عاوز ألحس رجليها وطيزها وأكون كلبها.

عدة أربعة أيام من لقائي مع مها، ولسة لابس الكلوت الفتلة.

المهم يوم الأربعاء بيكون في سوق، السوق ده حكاية لوحده، الهم. أمي كانت بتروح مع صحبتها مها السوق تجيب الطلبات بالفلوس اللي معاها. ولو الفلوس مكفتش، بتروح، مش بتحب تستلف. المهم، أول يوم كانت أمي تروح هي ومها السوق، كانت أمي لسة جديدة في المنطقة. راحت هي ومها، وفي نص اليوم، أمي في واحد عبصها، لسة هتزعق له، مها وقفتها وقالت لها:

بصي، أنتِ جديدة، بصي يا ستي، هنا في السوق ده، كل النسوان بتتبعبص من البياعين. كانو بيزعلوا، بس مع الوقت تعودوا بالفي.

ستات بتروح مخصوص عشان تتبعبص، لأنهم شراميط، وكمان عاوزة تاخدي أفضلية، لازم تاخدي كام بعبوص على السريع.

مثلًا، لو فلوسك خلصت، وأنتِ عاوزة حاجة كمان، تروحي لأي بياع وتقوليله: "عاوزة زيادة". وتقفي جمبه، هيعرف قصدك، يديكي بعبوص ويلعب شوية وتاخدي الحاجة وتمشي. أغلبية الستات بتعمل كدة.

أمي كانت كل سوق بتتبعبص، وكانت بتزعق للي بيعملها كده، لأنها محترمة. واستمرت مرة واتنين وتلاتة وعشرين.

بعد كده، مها قالت لها: "مش كل سوق تتشاكلي مع واحد، امشي عادي وخلاص". أمي المحترمة قالت كلما كل سوق بتتبعبص.

فكانت تروح هي ومها، وهم بيشتروا، بتتبعبص. وأمي بقت بتسكت، تاخد الخزوق وتسكت وتخلص وتروح.

وفي يوم، مها قالت لي: "أنا السوق الجاي، هاخد أمك للسوق التحتاني تجربة، وعاوزاكي يا سمر تمشي ورانا تراقبنا عشان أنا هخلي أمك اللي تشتري يفشخها يا عرص".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كشف الصف السادس: قصة الشاب الذي تعلم الجنس في الصف السادس

كيف حدثت العلاقة بالمكتب وسر المتعة

وروود عمري ٢٧ سنة طولي وسط وجسمي وسط